من المعروف أن هناك مساراً معيناً للقناة الهضمية من المفترض أن يمر الطعام من خلاله بدءًا من الفم مرورًا بالبلعوم والمريء ثم المعدة بعدها الاثني عشر قبل أن يدخل الطعام إلى الأمعاء الدقيقة، يمر الطعام بعملية هضمية معينةٍ في كل جزءٍ من هذا المسار لكن في هذه العملية نحن على وشك استبعاد جزءٍ من منتصف هذه القناة.

تعرف عملية تحويل مسار الاثني عشر بأسماء أخرى عديدة مثل التحويل الصفراوي البنكرياسي أو تغيير مسار المعدة، وفي هذه العملية يتم إزالة أو تكميم ما يقارب 80% من المعدة بما فيها الجزء الواصل بينها وبين الاثني عشر لكن مع ترك الصمام موجوداً.

لا يتبقى من المعدة إلا أنبوبٌ منحني نحيل يصل بين جزئي القناة الهضمية قبلها وبعدها، وبعد ذلك يقوم الطبيب بتجاوز جزء من الأمعاء الدقيقة قد يصل حتى منتصفها ثم توصيل ذلك الجزء بالاثني عشر والجزء المتبقي من المعدة، يؤدي ذلك إلى تقليل طول مجرى الأمعاء الدقيقة التي يحدث في الامتصاص فيقلل من امتصاص الطعام منها مع العلم أن كمية الطعام تضاءلت من البداية بسبب استبعاد 80% من مساحة المعدة من عملية الهضم.

عملية تحويل مسار المعدة

تقضي هذه العملية على السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى زيادتك في الوزن دون رقيب وهو تناول الطعام بكميات كبيرة أكبر من حاجة جسدك، ناهيك عن كون أغلب ذلك الطعام مشبعاً بالدهون والزيوت وضاراً للجسم بلا فائدة تذكر.

لكن بعد العملية ستكون عاجزًا عن تناول كل تلك الكميات وبالتالي ستجعل في طعامك أولويةً للطعام المفيد والصحي والذي سيملأ مساحة الـ 20% المتبقية من معدتك بسهولة ولن تظل هناك مساحة لأي طعام آخر لا حاجة لك به، من أهم أدوار تلك العملية كونها لا تعتمد على تقليل مساحة المعدة وحسب وإنما الأمعاء الدقيقة كذلك والتي من المعروف أن أغلب الطعام يمتص عبرها منتقلا إلى الجسم، وكلما نقص حجمها كلما قلت كمية الغذاء الممتص بشكلٍ تلقائي.

قبل اجراء عملية تحويل مسار الاثني عشر

هناك العديد من الأشياء التي يجب عليك التأكد منها قبل الخضوع لتلك العملية، أولًا إن كانت حالة جسدك الصحية تسمح لك بالدخول إلى عملية جراحية أم لا، وإن كان جسدك سيتحمل هذا التغيير الكبير بداخله وسيتمكن من التأقلم معه دون مشاكل.

ما إن تتأكد من السابق حتى تبدأ باتخاذ القرار لكن من المهم أن تدرك أن لكل وسيلة مميزاتها وعيوبها وإن كنت تملك خياراتٍ أخرى بين يديك لفقدان وزنك الزائد فمن الأفضل أن تبدأ بتجربتها قبل اليأس والحكم على نفسك بالفشل واللجوء إلى الجراحة وتحمل عيوبها ومخاطرها لأنك كنت أضعف من المحاولة قبلها.

هذه العملية لم يضعها الأطباء لزائدي الوزن البسيط وإنما للمصابين بالسمنة الحقيقية والذين عجزوا عن فقدان الوزن بكل الطرق المتاحة لهم حتى بدأت سمنتهم بالتأثير على حالتهم الصحية وتسببت في إصابتهم بأمراض مزمنة وخطيرة تعرض حياتهم للخطر، قبل التسرع في القرار استشر العديد من الأطباء ولا تترك نفسك في النهاية إلا بين يدي طبيبٍ متمكنٍ وخبير حتى لا تندم بعد ذلك.
خلال العملية

من الممكن إجراء العملية بطريقتين مختلفتين الأولى هي الطريقة التقليدية والتي لا يحبذها الكثيرون في الواقع وهي فتح البطن بشكلٍ طبيعي وإجراء العملية والذي سيعني ترك شقٍ جراحي كبير في بطنك بعد العملية يحتاج وقتاً طويلاً للتعافي ويخلف ندباً قبيحاً وراءه.

الطريقة الثانية هي إجراء العملية باستخدام المنظار الجراحي وفيه يحدث الطبيب عدة شقوق صغيرة في البطن تبدو أقرب للخدوش ولا يتجاوز طول الواحد منها السنتيمترين، ثم يُدخل المنظار من خلال تلك الشقوق ويبدأ في إجراء العملية، يحدث كل ذلك تحت التخدير بالطبع كما بإمكانك الاتفاق مسبقاً مع طبيبك عن نوع الطريقة التي ستجري بها عملية تغيير مسار الاثني عشر

تنقسم العملية إلى جزئين رئيسيين الجزء الأول فيها هو تكميم المعدة أو قص الجزء الأكبر منها مع ترك الجزء الأصغر المتصل بكلٍ من المريء والاثني عشر، يتم غلق ذلك الجزء على بعضه ليشكل أنبوبًا مغلقًا ورفيعًا يصبح هو معدتك الحالية والمستقبلية.

الجزء الثاني من العملية هو إحداث قطعين في الأمعاء الدقيقة أولهما عند الاثني عشر وثانيهما في منتصف الأمعاء الدقيقة أو قرب نهايتها ثم وصل الجزئين معًا وبهذا يتم تجاوز منطقةٍ كبيرةٍ من الأمعاء الدقيقة دون أن يمر فيها الطعام مقللًا ذلك من امتصاصه لأقصى درجةٍ ممكنة.

بعد عملية تغيير مسار الاثني عشر

بعد العملية مباشرة ولفترة من الوقت لن تكون قادراً على تناول الأطعمة الصلبة وستعتمد بشكل رئيسي على السوائل حتى تتعافى قناتك الهضمية من كل ما حدث لها في العملية وتصبح قادرة على استيعاب الطعام وممارسة وظيفتها في هضمه مرة ثانية.

خلال تلك الفترة ولمدة طويلة ستحتاج إلى تعاطي الفيتامينات والمكملات الغذائية أولا حتى تغذي جسمك جيداً بعد العملية وتساعده على التعافي وثانياً لأن جسدك سيحتاج لأي غذاء لن تستطيع تناوله في فترة النقاهة أو تناولته ولم يتم امتصاصه جيدا بسبب العملية. كما قد تؤدي العملية إلى إحساسك الدائم بالتعب والإرهاق والخمول والدوار وإصابتك بتغيرات ميزاجية واختلاف حالتك النفسية.

عيوب ومخاطر عملية تغيير مسار الاثني عشر

من أسوأ عيوب العملية هو النقص الحاد الذي ستعانيه في المغذيات والفيتامينات بسبب عجز الجسد عن امتصاصها وهو ما قد يصيبك بمشاكل أخرى إذا لم تتابعه وتعالجه في وقته، بالنظر إلى كل الجزء الذي تم الاستغناء عنه من قناتك الهضمية فأنت تتخلى عن أغلب طعامك وإذا لم تنتبه قد تعرض جسدك إلا حالة نقص تغذية حادة.

هناك العديد من مشاكل و مضاعفات عملية تغيير مسار الاثني عشر من الناحية الطبية كالاضطراب الهضمي أو حدوث انسداد في القناة الهضمية أو تكون حصوات المرارة وهو ما قد يؤدي إلى إزالة المرارة ذاتها وأحيانًا يقوم الطبيب بإزالتها خلال العملية الأولى قبل حدوث مشاكل فيها.

calendar_month04/07/2024 12:20   visibility 177